admin المدير العام
عدد الرسائل : 713 العمر : 33 الموقع : https://arobe.all-up.com تاريخ التسجيل : 09/03/2008
| موضوع: الفولكلور الفلسطيني وتأثيراته في الحركة الفنية الخميس أبريل 03, 2008 9:36 am | |
| الفولكلور الفلسطيني وتأثيراته في الحركة الفنية
التاريخ: 1423-2-7 هـ الموافق: 2002-04-19م الساعة: 00:00:00
ـ 1 ـ
تؤكد الدراسات والبحوث التاريخية والاجتماعية والأثرية حقيقة مفادها، ان لفولكلور على اختلاف تقنياته واستخداماته كان ومازال يشكل الهوية الجمالية التي تميز شعبا عن آخر ، وهذه الهوية ليست بمعزل عن الواقع بأبعاده المتنوعة ، الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وقد وصل نقاد العصر الى قناعة على غاية من الاهمية، وتكمن في ضرورة البحث في العمل الفني الشعبي كقيمة جمالية لا تقل أهمية وفاعلية عن الأعمال الفنية الحديثة، ومن هذا المنطلق النقدي المعاصر لا يمكن ان نتناول قناعا افريقيا صنعته يد بدائية او بساطا لبدوي يعيش في الصحراء أو زخرفة نسجتها عجوز ريفية على ثوبها كقيم جمالية لا توازي في ابداعاتها لوحة لبيكاسو او جدارية لانجلو او منحوتة لرودان.. وقد ظل هذا المعيار النقدي بفعل البورجوازية الأوروبية بعيدا عن التطبيق حتى فترة متأخرة من هذا القرن وذلك لأسباب «مادية» تجارية خالصة تتعلق بالمؤسسات الفنية وصالات العرض.
ترى ماذا عن الفولكلور الفلسطيني؟
جذوره ، خصوصيته ؟ ماذا عن استخداماته في الفن الفلسطيني المعاصر؟
لقد توزعت جماليات الفولكلور الفلسطيني على تقنيات متعددة «عمارة ـ خزف ـ منسوجات ـ حكايا وأساطير ـ رسم وتصوير بتقنيات مختلفة .. الخ» وأوغلت بعض اجناسه في القدم «عدة آلاف من السنين قبل الميلاد» واستمرت الى يومنا هذا بأشكال متطورة ، فقد استخدم الأجداد الكنعانيون الفخار والخزف والملون وعرفوا الرسم على الخزف وتشير الأثريات والبحوث التاريخية الجمالية الى اسلوب خاص فلسطين فن الخزف الفلسطيني تميز بالغنى والثراء وذلك قبل «3000ق.م».
«بدأ خزافو فلسطين يرسمون أعمالهم الخزفية منذ أوائل منتصف الألف الخامس ق.م ، لكن معظم أعمالهم تأثرت بأعمال من سبقهم، إلا أن هذا التأثر لم يستمر حيث ابتدع خزافوا فلسطين المحليون أسلوبا في الرسم خاصا بهم معتمدا على تقاليدهم وذلك قبل (3000 ق.م) واستعملوا بشكل واسع الأفران العامودية التي توضع فيها القطع الفخارية منفصلة عن النار. وهي أفران تعطي حرارة مرتفعة جدا، وتمكن الخزاف الفلسطيني من تغيير التأثير الهوائي فأدى الى تجانب الانتاج وأثر في لون ذلك الانتاج أيضا، ويعود استعمال الدولاب في تشكيل الطين الى 3500 ق.م ، وأصبح شائعا في تلك الفترة ، حيث اكتشفت مجموعة من الحجارة الضخمة والطاولات ذات المحور» وقد دخل الخزف الحياة اليومية للناس واصبح المادة الاساسية المعتمد عليها في صناعة مختلف الأواني وهكذا دخل كل منزل. ويشمل هذا الغنى في الخزف أجناسا أخرى كالمنسوجات وبشكل خاص الثوب المطرز فلكل منطقة ثوبها الخاص المتميز بتكويناته الزخرفية واللونية والذي استمر الى الآن حافظا خصوصيته الجمالية التي تمتد الى عدة آلاف قبل الميلاد .. وعلى صعيد الاسطورة تشير الدراسات الى ارتباط الأساطير الكنعانية بالحياة الفلسطينية من جهة وتأثيراتها في الحضارات الاوروبية من جهة أخرى، والسؤال الذي يطرح الآن هو : لماذا استخدم الفنان الفلسطيني المعاصر وعلى نطاق واسع الفولكلور الفلسطيني ؟ ماذا أراد من الأزياء والأساطير والزخارف والخزفيات؟
ـ 2 ـ
لقد تنوعت دوافع استخدام عناصر الفولكلور الفلسطيني الجمالية والتعبيرية في الفن الفلسطيني المعاصر بتنوع الأهداف المنشودة والمضامين المعاصرة، فحين عاد البعض الى الاساطير الكنعانية أراد من تلك العودة تحقيق الذات الفلسطينية ، الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين تاريخيا وحضاريا ، العلاقة الجدلية بين الإنسان والأرض والتراث ، فأسماء بعض الاساطير الكنعانية التي ظهرت قبل ثمانية آلاف عام مثل «داجون ـ بعل ـ عناة ـ عليان .. الخ» ما تزال تستخدم الى يومنا هاذ عبر استعارات جديدة مثلا بعل «كمصطلح للمزروعات التي تعيش على الامطار» ومن الأزياء الشعبية الفلسطينية التي تستخدم الآن نذكر «الثوب الدجاني» نسبة الى اسطورة «داجون».
مما يؤكد وحدة الفولكلور الشعبي ، وحدة الحياة الفلسطينية ، أصالتها ، جذورها الحضارية والتاريخية ، استمراريتها عبر شخصية متميزة ، وسنذكر بعض التجارب الفنية المعاصرة التي استخدمت مختلف الجماليات الفولكلورية لتحقيق الهوية الفلسطينية التي يعمل الكيان الإسرائيلي الدخيل على تزورها وطمس معالمها ونسبها اليه.
ـ 3 ـ
ظهرت الأساطير في تجربة «مصطفة الحلاج» في النحت والحفر والتصوير ، وأخذت اشكالا تعبيرية متميزة ، فتزاوجت بالمعنى «الكاثوليكي» مع العناصر المستمدة من الأحداث والقضايا الفلسطينية المعاصرة وتنوعت الرموز بتنوع المضامين الاجتماعية والسياسية التي طرحها عن طريق غير مباشر ، مؤكدا على استمرارية التعبير.. استمرارية الحياة في العمل الفني.
لقد عاد «داجون» من البحر على هيئة مقاتل فلسطيني يمتطي حصانا يقود عربة كنعانية وهكذا وصل الماضي بالحاضر عبر العلاقات والوظائف والمضامين الجديدة ونرى «الديك» كرمز استخدمه الكنعانيون وقد تحول الى شكل اسطوري تكون من المقاتل والديك وهو يمسك بندقيته وتحيط به الشمس معلنا ولادة فجر فلسطيني جديد ، اللوحة تعبر عن ولادة الثورة الفلسطينية المسلحة العام 1965 وهي تحت عنوان «الفجر».
واستخدم الفنان عبد الحي مسلم الادوات الخزفية والخشبية والنحاسية والحلي والازياء والزخارف والكتابات ضمن تكويناته الانسانية ، فظهرت المرأة التي تحمل الجرة الفلسطينية والفلاح وهو يسمك المنجل الفلسطيني والفتاة التي ترتدي الثوب الشعبي المطرز.. الخ، وامتدت هذه الادوات والجماليات الشعبية التي استخدمها الفلسطيني في حياته اليومية لتشمل مختلف موضوعاته ، بما في ذلك الموضوعات المستوحاة من الثورة الفلسطينية.
وأخذت «جمانة الحسيني» العمارة الفلسطينية واعادت تكوينها ـ فنيا ـ من جديد وذلك بما يخدم اشكالها المعاصرة ومضامينها الفلسطينية الشاعرية ، من حيث التغني بالقرى والمدن والناس والاشياء ، وقد اكدت على القباب والاقواس والزخارف في تصويرها المدن والقرى الفلسطينية كما شهدنا في حديثنا عن تجربتها في عدد سابق من «صوت فلسطين » ونشير هنا الى ان هذه الخصائص المعمارية ترجع الى منازل الاجداد الكنعانيين الذين استخدموا القباب والاقواس في عمارتهم والتي انتشرت فيما بعد على نطاق واسع وهذا ما تشير اليه الدراسات الاثرية وما تكشف عنه عمارة القدس التي استمرت حافظة طابعها المعماري القديم الاصيل. وهكذا اكدت «جمانة» على الهوية الفلسطينية تاريخيا عبر استخدامها العمارة وربطها القديم بالجديد. وعلى صعيد الزي الشعبي نذكر تجربة «عبد الرحمن المزين» ، الفنان الذي عمل على أرشفة الزي ـ ان صح التعبير ـ عبر استخدامه الأزياء الشعبية في مجموعة من اللوحات استخداما تسجيليا، وقد أكد على هذه القيم التسجيلية «تصوير ثوب كل منطقة بدقة متناهية وبفوتوغرافية» أثر دراسته النظرية للزي الشعبي الفلسطيني وجذوره الكنعانية، وبذلك ـ ايضا ـ حقق «عبد الرحمن» في عمله الفني الهوية الفلسطينية الاصيلة وربطها بجذورها التاريخية والحضارية . واتسعت دائرة استخدامه للجماليات الفولكلورية الفلسطينية لتشمل الاسطورة والزخرفة والادوات الشعبية المستخدمة في الحياة اليومية.
وينسحب هذا التنوع في استخدام مختلف القنوات الفولكلورية الفلسطينية على تجربة متميزة للفنان عبد المعطي ابو زيد ، لكن بتحقق معاصر تكشف لنا كانجاز تعبيري في ربطه تلك الجماليات بالواقع الفلسطيني باحداثه ومتغيراته ، ففي لوحة «الجذور» أراد من العلاقات الاسطورية «أقدام المقاتل وقد تحولت الى جذع شجرة تضر بجذورها في عمق الأرض» المحتوى الثوري.. الفعل الثوري وجذوره الفلسطينية ، وفي لوحة « فلسطينية لم تزل» صاغ الهوية الفهل عبر العناصر الفولكلورية ، وبذلك قال لنا ، إن الاصالة الفلسطينية تكمن في هذه العناصر التي تشكل الهوية المتميزة للشعب العربي الفلسطيني.
وهكذا نكتشف مدى تأثير الفولكلور الفلسطيني في الحركة التشكيلية الفلسطينية المعاصرة، والشيء المؤكد أخيرا ، ان هذا الفولكلور قد لعب دورا أساسيا في رسم خصوصية هذه الحركة ، ونأمل ان نعود الى البحث في هذا الموضوع ودراسته بشيء من التفصيل في أعداد قادمة.
| |
|
هاشم ابو شمعة غضو ذهبي
عدد الرسائل : 253 العمر : 31 الموقع : www.panet.co.il الهواية : الكمبيوتر تاريخ التسجيل : 20/03/2008
| موضوع: رد: الفولكلور الفلسطيني وتأثيراته في الحركة الفنية الجمعة أبريل 11, 2008 1:59 am | |
| | |
|