admin المدير العام
عدد الرسائل : 713 العمر : 33 الموقع : https://arobe.all-up.com تاريخ التسجيل : 09/03/2008
| موضوع: الجماليات الفلسطينية وشاعرية الفولكلور الخميس أبريل 03, 2008 9:35 am | |
| الجماليات الفلسطينية وشاعرية الفولكلور
التاريخ: 1423-2-10 هـ الموافق: 2002-04-22م الساعة: 00:00:00
لقد تميز الفن الفلسطيني المعاصر وعبر مختلف المراحل التي مر بها في ارتباطه بالحياة الفلسطينية والتعبير عنها من جوانبها المتنوعة ، المأساوية «النكبة والتشرد والغربة ، الملاحقة والمجازر» والنضالية «الثورة والبطولة والمواجهة والتضحية والبذل والعطاء والشهادة» والتراثية «المتحفية القديمة والفولكلورية المستمرة في الحياة اليومية» والجمالية «الأرض والطبيعة وبيارات البرتقال وحقول الزيتون، وعشق الفلسطيني لتلك الحياة التي عاشها وللأرض التي طرد منها ومازال حافظاً لها في دمه وأحاسيسه، في ذاكرته وضميره».
وثمة فنانون عالجوا مختلف هذه الجوانب وعملوا على الإحاطة بها ومواكبة الاحداث الكبيرة والصغيرة ، وآخرون تناولوا جانبا محدداً وعالجوه في عشرات اللوحات وعملوا على تعميقه ونشره على اوسع نطاق ،ومن هؤلاء يحضرنا الفنان نصر عبد العزيز عليان الذي اتجه الى التعبير عن الجماليات الفلسطينية التراثيةوالفولكلورية مؤكدا على مجموعة من العناصر المتنوعة «المرأة الفلسطينية ـ الزي الفلسطيني ـ الزخرفة الفلسطينية ـ المطرزات الفلسطينية ـ العمارة الفلسطينية ».. وكأي فنان عالج في بداياته مختلف الموضوعات، وخاصة النكبة ثم الثورة ،وبصيغة واقعية تسجيلية مثلت المراحل الاولى في الفن الفلسطيني المعاصر ، وكانت انعكاسا صادقا في مرحلتها وشاهدا على الحياة بكل تفاصيلها «الحدود والأسلاك الشائكة ـ الأرض القاحلة والخيام ـ العائلة المشردة ـ الذكريات والانتظار والترقب والحلم بالعودة».. وخلال بدايات «نصر» كانت تظهر بين الفترة والأخرى بعض العناصر الفولكلورية كجزء من الموضوع، أو كخلفية له ، وكان الفنان حريصا على امتلاك تقنيته ، لغته التعبيرية، من خط ولون ومساحة وبناء جمالي وتعبيري وتكوينات متماسكة، ووجد في الواقع متنفسه وهو الذي ملك شيئا من الصنعة عبر دراسته الأكاديمية. بمعنى آخر، إن بحثه في أدوات التعبير لم يتوقف بعد تخرجه، لكنه استمر لسنوات متخذا من عناصر الحياة الفلسطينية وسيلة للبحث الواقعي الاكاديمي، من جهة ، وللتعبير عن الموضوعات الفلسطينية من جهة أخرى، وهكذا صور الحياة من حوله ، مؤكدا على جمالية محاكاة الواقع، ومطابقة الشكل المرسوم والملون مع مظهره في الحياة، وقاده هذا التعامل الجمالي الاكاديمي إلى امتلاك صور الواقع بتفاصيله، وخاصة التفاصيل الانسانية والجماليات الفولكلورية، بحيث ظهرت أعماله وكأنها دراسة توثيقية لمظاهر الحياة الفلسطينية من حيث تسجيله لمظاهر الحياة اليومية بمختلف متغيراتها وصورها، ولا جدال في أن هذه المرحلة من تجربة «نصر» قد مثلت الخلفية الاكاديمية المتينة التي ساهمت في إقناع المتلقي بالتطور الجمالي الذي وصل إليه في معالجته لموضوعاته التراثية والفولكلورية الفلسطينية ، ذلك أن التطور كان باتجاه المحافظة على صور الواقع، وتجاوز ما هو تسجيلي وفوتوغرافي وصولا الى صيغة واقعية جديدة تحمل شيئا من التحوير الذي لا يصل إلى التشويه، وتتسم بالتبسيط الذي لا يقود إلى المجرد ، بل إلى العمق .. إلىالجوهر الانساني بمنظور نفسي ومادي . ففي تصويره المرأة الشعبية الفلسطينية قام بتبسيط كتلة الجسد تبسيطاً عضويا وهندسيا.واعاد صياغة الجسم صياغة جديدة لا تتطابق مع النسب عن الجمالية الواقعية، لكنها ترتبط كل الارتباط بالقيم التعبيرية الجدية ممثلة في التعبير عن الحياة الفلسطينية من جانبها المأساوي والجمالي. وكانت الفتاة الشعبية الفلسطينية وما زالت تشكل المحور الاساسي لتجاربه الجديدة وما وصل إليه من تطور على صعيد التقنية والشكل والمحتوى . ففي تحويره للنسب الجمالية للفتاة أراد ما هو تعبيري ، وربط كل ذلك بقيم تعبيرية أخرى نتمثلها في وجه الفتاة وما يعكسه من حالات إنسانية متنوعة ، فهي الصبية الجميلة ، وهي الأصالة وهي الرمز والاستمرارية الحياة.. هي الخصب والعطاء ، تماما كالأرض ، وهي العذوبة والجمال الشاعري الذي نراه محققاً في التناغم اللوني وفي شاعرية الالوان وشاعرية العالم المحيط، وخاصة العمارة الفلسطينية المتميزة. إلا أن اشكالية المعالجة الجديدة في هذه التجربة تكمن في تجاوز الفنان لما هو تسجيلي وفوتوغرافي في تصويره للمرأة وتأكيده على ما هو في منتهى التسجيلية في رسمة للثوب الفلسطيني الذي ترتديه، حيث التأكيد على القيمة الوثائقية للثوب ممثلة في تكويناته وألوانه وزخارفه ، ولقد عمل «نصر» على تسجيل الأزياء الشعبية الفلسطينية التي تمثل مختلف المناطق. وهكذا نرى في اللوحة الواحدة اكثر من أسلوب للتعبير وتلك مسألة مشروعة. لكن يفترض أن يكون الفنان مقنعا في استخدامه لجماليات متباينة، وهنا يبدو لنا «نصر » وهو يبحث ويجرب ويسعى للتوفيق بين القيم المتنوعة ، وقد ساعده الإطار الشاعري في الوصول إلى عالم منسجم مع نفسه ، وبذلك حقق لموضوعه الاساسي «المرأة والجماليات الفولكلورية الفلسطينية » ما هو متميز من قيم تراثية وأخرى شاعرية معاصرة.
| |
|
هاشم ابو شمعة غضو ذهبي
عدد الرسائل : 253 العمر : 31 الموقع : www.panet.co.il الهواية : الكمبيوتر تاريخ التسجيل : 20/03/2008
| موضوع: رد: الجماليات الفلسطينية وشاعرية الفولكلور الجمعة أبريل 11, 2008 2:00 am | |
| | |
|