منتديات مركز شباب العروب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات مركز شباب العروب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأرض

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
admin
المدير العام
المدير العام
admin


ذكر
عدد الرسائل : 713
العمر : 33
الموقع : https://arobe.all-up.com
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

الأرض Empty
مُساهمةموضوع: الأرض   الأرض Icon_minitimeالخميس أبريل 03, 2008 9:32 am

الأرض

التاريخ: 1421-12-7 هـ الموافق: 2001-03-02م الساعة: 00:00:00


الأرض ملحمة الإنسان في الوجود ، امتلك فيها إرادته وكون من طبيعتها وجدانه وهي فيوجدان الفلسطيني تاريخه الطويل، تراب معجون بالعرق والدم ، وشجر مزروع بأيد مجرحة مدماة، أعطاها جهده فأعطته ثمرها وأعطاها عرقه فأهدته رائحتها. دفن فيها شهداءه فأعطته عظمة الاسطورة،سارقي طرقاتها فأنعشت جسمه وشفت سقمه غناها في عطائها وفي شحّها وأنشدها في صيفها وشتائها وربيعها وخريفها لحن لخرافها وعصافيرها ويبادرها. وغرد لجبالها وسهولها وساحلها إذا خرج للحصاد صدح بأحلى أغانيه، وإذا قطف الزيتون والليمون غناها أجمل مالديه من كلمات وأحلى ، ما في صدره من تراتيل.

لم تفارقه أثناء وجوده عليها، ولم تفارقه أثناء ترحيله عنها. شوقه أصبح فيض الحب الأصيل، وحنينه صار أمواج القلب المنيم وأمله بالعودة إليها ظل يصنع تصميمه وإصراره. حمل من أجلها البندقية. قد أبناءه لأجل عودتها. استغنى عن كنوز الدنيا في سبيل رمل ساحلها وقبر جده فيها. تحولت دموعه إلى حجر يضرب به أعداءه وإلى شواظ يحرق سالبيها وإلى لمسة خشنة في وجه مغتصبيها.

لقد شكل التراث الشعبي أجمل لوحات الوجدان التي ترسم الأرض الفلسطينية ، لم يتوقف الصوت يوما عن التغني بها والحث على تحريرها. قبل النكبة ظلت الأرض الرفيق الملاصق للروح والنفس والجسد ، وبعد النكبة أصبحت كل شئ في الحياة.

إذا تنفس قال (أوف يا جبل الكرمل) وإذا أكل حبات زيتون تذكر زيتون نابلس وغنى وإذا ما صدحت الاهازيج لقدوم شهيد قال يا أرض مايرويك غير دم أولادك.

من أين نبدأ وكيف ننتهي؟ البداية قديمة منذ خلق الفلسطيني على أرضه أي منذ وجد التاريخ أما النهاية فليس لها حدود.وقدرنا أن نظل نكتب ونرصد ونحارب بالكلمة والسلاح حتى تعود الأرض التي طالما غنيناها ومازلنا نغنيها.

ماذا تعني الأرض في الحنين الفلسطيني ؟ لا شك أن الحنين انطلق في اتجاهين اتجاه رومانسي واتجاه وطني، وفي الوقت ذاته فقد اتجه الحديث عن الأرض اتجاها واقعياً ثورياً ورغم اختلاط هذه المفاهيم في الاغنية الشعبية الفلسطينية فإن الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية فرضت المفاهيم الثلاثة : فقبل النكبة كان التغني بالأرض سمة طبيعية واقعية فرضتها الحياة فوق الأرض والعمل فيها أما بعد النكبة مباشرة فقد امتازت الأغنية بحسها الرومانسي الاغترابي الذي لا يخلو بل لا يمكن إلا أن يكون ذا مسحة حزينة وحوى في هذه الفترة الحنين الى الأرض بكل ما في الحنين من الم الغربة والتشرد وتلقي الصدمات النفسية ومصاعب الحياة في الخيام وقلة الحيل.

أما ما طرأ على الأغنية من تغير فقد تميز بالتحول إلى التغني بالوطن بشكل عام، الأرض وما لها من أثر في الثورات الفلسطينية . الرجال والقادة والشهداء الذين ضحوا في سبيلها ومن ثم مقارنتها بغيرها من بقاع الأرض. وبعد اشتداد المقاومةواستاع الثورة أصبح الاتجاه نحو التغني بالأرض يتخذ منحى واقعياً ثورياً. أصبحت الاغنية تقدسها وتحث على استمرار في الثورة والنضال ضد العدو حتى التحرير والعودة.

إذا فمنذ البداية نرى الاغنية الشعبية قد تغنت بالأرض قبل النكبة فلم يخلُ نص غنائي من الحديث عن الأرض وقد اتسم هذا المنحى بالتغني بأشياء الأرض من ضجر وطير وسماء وبحر الخ.

يقول مقطع من العتابا متغنيا بالزيتون:
قلبي من الأعماق والله حبك
يا شجرة الزيتون ما أحلى حبك

لاحظى بجمالك يا شجرة بلادنا
مدي غصونك على جسمي وحبكي


وفي مقطع آخر تتغنى الأغنية بالشجر كله أو بشجرة ترمز إلى كافة أنواع الشجر.
وغصونه ع المياه دلّت عليه
شجرنا منحني ليّهِ ع ليّه

بثمارك فقت ع كل الرطب
ظريفه بالحسن حيت عليه


وقد أثرت مكونات الطبيعة في لغة الأغنية، فالأرض الفلسطينية ساحلية جبلية امتازت بكثرة الأشجار والطيور والحيوانات الأليفة وغيرها، فغنتها الأغنية بمافيها من تلك المكونات، يقول مقطع من أم الزلف:

لا طلع راس الجبل واشرف على الوادي

وأقول يا مرحبا نسّم هوا بلادي

قد يأتي التغني بعبارات صريحة عن الأرض فالانسان يمجدها ويفضلها من غيرها فهي في نظرة افضل الأراضي وزهورها أفضل الزهور يقول مقطع من الزجل:

أرضي زهرة بنفسج ووردة جوري

قلبي فيحبا هايم وأنا صغيري

والطير الـ غنى فيها اسمه الدوزي

ويا محلي تغريداته لها الناطور

لقد استمت هذه الاغنية بغناها الرومانسي الباسم إنها غناء للطبيعة بما فيها من شجر وجبل وطير. وقد كان الفلسطيني في أرضه رغم وجود الاستعمار يتغنى بكل أحاسيسه الفرحة ولم يكن هناك هموم غربة أو ترشيد لم يكن هناك سوى هدف واحد هو التغني بالأرض كونه يعيش فوقها رغم قلة الموارد ورغم اضطهاد الانجليز لأبناء الشعب الفلسطيني . وقد كثرت النصوص في هذا لا منحى حتى يعجز الإنسان عن حصرها وذلك لأن كل التفاته توحي للانسان بالغناء وعشق الأرض.

وقد أثرت النكبة عام 1948 وعام 1967 في منحى الأغنية الشعبية مثلها في ذلك مثل الأدب شعره ونثره ومثل الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. في البداية اثقلت المأساة كاهل الفلسطيني فنضب غناؤه إلا ما حوى الحسرة والحزن وألم الغربة وقد تميزت النصوص في هذه الفترة بميزتين. الأولى الألم السكوني والبكاء المرأة والثانية الغضب ورفض الواقع وكل ذلك ضمن انفعالات حادة وليس ضمن منظور عقلي ثوري فمن النمط الأول نعثر على نصوص من الدلعونا وغيرها:

يقول احد المقاطع:
بي.. الغربة الوطن حنونا
على دلعونا على دلعونا

بأرض بلدنا بفيّ الزيتونا
بالله إن متت يامّا اقبروني

ويقول مقطع آخر

وابكو علينا يا حبايبنا
حرنا ع الغربة وطالت غيبتنا

حتى ع العشا تتذكورنا
بالله ان قعدتوا تجيبوا سيرتنا


وقد يأتي ذكر الأغنية على ما يلاقيه المشرد في غربته فبعد العزة وبعد الكرامة التي حافظ عليها الانسان افتقدها بعد النكبة فأصبح مكسور النفس اليس لسبب إلا لبعد الأرض عن يده وروحه ولسانه وقلبه:
وبحياة النبي لا تدشرونا
بوادي الحنينا بوادي الحنينا

وجيناع بلاد الي فيها يلومونا
دشرنا كروم العنب والتينا


وقد أحس الإنسان الفلسطيني بفاجعة النكبة والغربة فقد حث على عدم ترك الأرض أو هجرها لئلا نصاب بالقط والجفاف يقول مقطع من ظريف الطول.
رايح ع الغربة وبلادك أحسن لك
يا ظريف الطول وقف تا اقولك

وتعاشر الاغراب وتنساني أنا
خايف ولفي تروح و تتملك


وبعد هذا التفجع والبكاء المرأة على فقدان الرض تثور ثائرة الشريد،وبحس رومانسي انفعالي يصيح الإنسان في وجه الغربة وفي وجه مسببيها فهو بعد أن يصحو من المه المرّ يدرك ما حل به من مأساة ويدرك أيضاً أن النكبة صنعها متآمرون ومتخاذلون.

يقول مقطع من المطلوع:
وحلت علينا اللعنات
طلعنا من أرض الخيرات

وصرنا نسأل بالحارات
ضوعنا أهالينا


لكن اللوم لم يتوقف عند حدود الذات بل تجاوزه إلى الآخرين بعد أن عرف الفلسطيني أن المأساة كبيرة وهي من صنع أيد كثيرة. يقول مقطع من الشروقي:
قالوا برب العرش لنحرر الأوطان
باعوا الأرض والبشر باعوا النسب والدين

يا ويلي راح الوطن يا خجلة العربان
وطلعنا يوم وسنه وأعوام وسنين


وقد جعل الحس الاغرابي في نفس الإنسان الفلسطيني شيئا من الايمان بمسألة القدر وما يتبعها من خلق المعاذير والاسباب والنتائج حتى أنه عندما خاطب بائعي فلسطين خاطبهم بالرحمة والشفقة وغير ذلك:

باعوا الوطن من غير رحمة بالأهل هالمحرومين

جانا الوعد من غير وعد يا خسارة صرنا لاجئين

وقد ازداد تفجعه على الأرض عندما أخذت السنوات تمر ولي سهناك من أمل باحد يحرر الأرض فبكى بانفعال شديد يقول مقطع من العتابا:
وعلينا وع الجمع ماهو خسارة
قالوا خسارة للعرب أكبر خسارة

يدوسوها العدا واحنا عرب
على الرملة وعلى اللد الخسارة


وقد اندمج الحس الرومانسي بالحس الوطني فكلما ذكر الإنسان أرضه تذكر شهداءه وتذكر ما قدمه من أجلها من تضحيات وقد تجلى ذلك في الأغنية منذ زمن بعيد حيث قرأنا قصدية لعوض النابلسي الذي أعدمه الانجليز في أواخر العشرينات يختلط فيها الحس الوطني بالواقعي الثوري فيقول:

لا تظن دمعي خوف دمعي ع أوطاني

ع كمشة زغاليل بالبيت جوعاني

وفي آخر المطاف بهذا الحس نجد أن الإنسان تمنى العودة إلى بلده ول كان الحال سيئا ولو كان القوت كسرة خبرز وهذا ورد في كثير من النصوص منها نرى هذا المقطع:
برجع ع أرضي وبنبسط مع هالعيال
يارب ياعالي عليك الاتكال

أجمل علي من القصور والدلال
بنعيش ع كسرة خبز وهذا كفى


ورغم هذه القناعة البسيطة ظل الاصرار متواجداً على أن أرض فلسطين لاتعدلها أرض مهما كثرت الأراضي ومهما حلت في مرأى الناظرين . فالانسان يبكي وفي الوقت نفسه لا يرى في الدنيا أرضاً تعدل أرضه يقول:

أبكي يا عين وجود ويا قلبي دوب

ما صفي غير القبر والموت ينوب

لو خير وني بعد ما أقبل دروب

غير أرضي ما أرضي بكل البلدان

وتبلغ المسألة أوجها حين تنطلق الثورة معلنا الكفاح المسلح بعد مسحة الحزن والألم التي المت بمشاعر الفلسطيني وأغنيته التفت إلى الواقع فوجد أن القتال خير طريق للحد من هذا التفجع فكان أن علت في رأسه أصوات الرصاص تلعلع وتدك المعتدي والغاصب وتصدح أول أغانيه الثورية عن الأرض فكان أن عم الشعور بنشوة رد الكرامة ففي عام 1967 انطلقت الاغنية في الجليل تهزأ بدايان وتطالب بالأرض وبحق الأرض فقالت الاغنية:

نادى المنادي في الجليل أرض العروبه للعروبه

دايان أمرك مستحيل بالوحدة رايح ينشطب.

وأخذت ملامح الاغنية تتغير بمضامينها وأشكالها حيث أخذ المضمون النضالي يطغى شيئا فشيئاً حتى أصبحت الأغنية بجميع الوانها تنحو منحى ثورياً يضع الأرض في مقامه الأول ينطلق منها ويعود إليها وفي كل تجديد نرى أن الأرض تأخذ الحيز الأوسع في الأغنية ، نسمع قول الحوادي:

جينا نؤكد عهدنا عهد الاباة السابقين

نحررك يا بلادنا ونعود بالنصر المبين

ويبرز التصميم على العود أول ملمح من ملامح ما طرأ على مضمون الأغنية ويختلط هذا التصميم بالحنين والشوق للأرض لكن هذه المرة لم يكن حنينا ذا مسحة حزينة بل نلاحظ فيه مسحة التفاؤل والاستمرارية في النضال:
ع يافا وع جبال النار
سلم سلم عَ الاغوار

راجع لك ياديرتنا
مهما طولنا المشوار

تربة أبوي واجدادي
سلم لي على بلادي

بعشعش ع ديرتنا
بعده الزغلول الشادي


وتلتمس الأغنية من النجوم والطيور أن تبعث سلام الاهل للارض والتراب والوطن:
على البيادر والكروم
خذي سلامي يا نجوم

عم تستنظر عودتنا
بعدها الفراشة بتحوم


وبعد هذه الالتماسات نرى الاغنية وقد أصبحت العهد والقسم الذي من خلاله يعاهد الإنسان نفسه على القتال والنصر:
ما بنسي حبك يا دار
عهد الله وعهد الثوار

راجع لك يا ديرتنا
مهما طولنا المشوار


وقد امتازت السنوات الاخيرة بوجود عدد من المطربين الشعبين الذين اتخذوا من الأرض موضوعاً أساسياً لاغنياتهم ومن هؤلاء المطرب الفلسطيني أبو عرب الذي غنى أجمل أغاني الحنين والفداء ولعل أجمل ما قدمه الأغنية التي تقول:
ع القدس ويافا الناصرة وبيسان
ياريح سلم لي على اوطاني

واجزم وحيفا الطيرة عين غزال
سلم على عكا وعلى الجليل العالي


وفي هذه الاغنية يعدد الشاعر أبو عرب أكثر قرى ومدن فلسطين ولم تخل الأغنية من التصميم على الكفاح وعود الأرض.

إن الأغنية الشعبية كانت احدى أهم النتاج الشعبي الوجداني الذي جعل الأرض محور حديثه ومركز غنائه، وقد استحقت فلسطين كأرض مقدسة وغالية تلك الأغاني والأناشيد وذلك الشعر وتلك الروايات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arobe.all-up.com
هاشم ابو شمعة
غضو ذهبي
غضو ذهبي
هاشم ابو شمعة


ذكر
عدد الرسائل : 253
العمر : 31
الموقع : www.panet.co.il
الهواية : الكمبيوتر
تاريخ التسجيل : 20/03/2008

الأرض Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأرض   الأرض Icon_minitimeالجمعة أبريل 11, 2008 2:01 am

مشكووووووووووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://WWW.BOKRA.NET
 
الأرض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مركز شباب العروب :: المنتدى الفلسطيني-
انتقل الى: