ما الخبر الصحفي؟
لا يوجد تعريف موحد للخبر الصحفي حول العالم، ذلك أن مفهوم الخبر شيء مختلف من عصر لآخر، أي أن المفهوم السائد في القرن التاسع عشر ليس كالخبر السائد في القرن العشرين. كذلك الحال بالنسبة للخبر في الدول المتقدمة الذي يختلف كثيرا عن الخبر في الدول النامية أو المتخلفة. كذلك الوضع بالنسبة للدول الليبرالية والدول الاشتراكية.
فالخبر عند الليبرالية يرتكز على عنصر الإثارة وهو تعبير موضوعي عن الفلسفة الليبرالية التي سادت الحياة السياسية والاجتماعية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وهو رد فعل طبيعي لدور الفرد في الفلسفة الليبرالية واعتباره خير حكم على الأفعال التي تعود عليه بالنفع.
أما مفهوم الخبر في ضوء نظرية المسؤولية الاجتماعية فقد قدمه لنا ( ادجار ديل ) الذي عمل فترة طويلة مستشارا وخبيرا في الصحافة بهيئة اليونسكو، فهو يعرف الأخبار بمدى تأثيرها علينا حيث هي أحيانا تلبي رغبتنا في العلم بالشيء، وتذكرنا في الماضي أو تفرض علينا مشكلة أو سرا أو حالة مضطربة وهي تمكننا من معرفة حقيقة مشاعرنا الداخلية نحو أهداف الآخرين.
أما الفكر الاشتراكي الذي يقوم على الفكر الماركسي، فإن مفهوم الخبر مرتبط بمفهوم الصحافة الماركسية وهي تعني عملية التقاط المعلومات الاجتماعية وتنقيحها ونشرها. ومن هذا فإن الصحافة تخدم طبقة من طبقات المجتمع، وبذلك يكون الخبر " النوع الرئيسي في الإعلام الصحفي والأساس المكون للصحافة وهو الذي يقوم بنقل معلومات معينة بشكل ملتزم حول وقائع ملموسة أو يعكس أحداثا بأسلوب مكثف وبأسرع طريقة ممكنة.
أما المفهوم العربي للخبر فهو الكلام الذي يحتمل الصدق والكذب. وهذا هو التعريف السلفي للخبر وهو التعريف الضال له، لأن الخبر يجب أن لا يحتمل إلا الصواب وإلا لفقد مكانته كخبر. وواجبنا هنا أن نقوم بصياغة مفهوم جديد للخبر يلبي مطالبنا كشعوب نامية نريد التقدم والنمو.
أما الدول النامية فإنهم الجمهور الذي يختار أحد المفاهيم الثلاث الأولى ويضعه لنفسه، وهذا قمة الخطأ أن تفرض سياسة أو أسلوب على أرض أو محيط أو شعب أو عادات وتقاليد.
v عناصر الخبر الصحفي:
عناصر الخبر هي مجموعة الخصائص التي يتميز بها الخبر ولا يوجد اتفاق تام حول هذه العناصر إلا أننا يمكن أن نرصدها في:
1. الجدة أو الحالية: أي أن يكون الخبر جديدا ومسايرا للأحداث
2. الفائدة أو المصلحة: عندما يتضمن الخبر معلومات تمس شريحة كبيرة من المجتمع.
3. التوقيت : لكل خبر توقيت مناسب له والخبير الصحفي هو الذي يعرف متى يختار الوقت المناسب للخبر الذي بين يديه دون أن يفقده عنصر المفاجأة والتشويق .
4. الضخامة أو الحجم: الخبر الضخم هو ذلك الخبر الذي يثير اهتمام أكبر عدد من القراء.
5. التشويق: الخبر المشوق هو ذلك الخبر الذي يدفع القارئ لقراءة تفاصيله للوقوف على تطوره.
6. الصراع : الخبر الصحفي الذي يحتوي على الصراع هو الأكثر انتشارا وسيطرة ، والمقصود بالصراع هنا هو ذلك الشيء الذي يضيف إلى الخبر عنصر الدراما .
7. المنافسة: ومن ألوان الدراما في الحياة الإنسانية أيضا هناك المنافسة وهو الأمر الذي يتحقق في أخبار المسابقات والمباريات الرياضية وغيرها من ألوان المنافسة التي تجذب اهتمام القارئ بالخبر
8. التوقع أو النتائج: جانب كبير من أهمية الخبر يكمن في مدى ما يثيره هذا الخبر من نتائج وتوقعات في نفس القارئ.
9. الغرابة والطرافة: كلما كان الخبر يحتوي على بعض الطرائف استحسنه القارئ، كذلك فإن الخبر الغريب والممنوع مرغوب عند القارئ.
10. الشهرة : إن خبر عن رئيس دولة أو زعيم حزب أو مدير دائرة أكثر انتشارا لدى القارئ من خبر عن شخص لا يعرفه أحد . أي كلما كان المهدوف لدى الخبر أكثر شهرة كلما كان الخبر أكثر انتشارا.
11. الاهتمامات الإنسانية: العنصر الإنساني في الخبر هو ذلك العنصر الذي يثير أو يحرك العواطف الإنسانية عند القارئ سواء بالحب أو العطف.
12. الأهمية : عنصر الأهمية في الخبر هو ناتج عن اتحاد مجموعة من العناصر الأخرى فاتحاد عنصر الشهرة مع عنصر الضخامة قد يؤدي إلى خلق عنصر جديد هو عنصر الأهمية .
13. الإثارة: أي كلما كان الخبر مثيرا كلما كان مهما.
v أنواع الخبر الصحفي:
تختلف أنواع الخبر الصحفي باختلاف المعيار الذي نقسم به الخبر، ويمكن أن نحدد للخبر الأنواع الآتية:
1. التقسيم الجغرافي للخبر: يقسم الخبر حسب النطاق الجغرافي إلة أخبار داخلية وأخبار خارجية، أو كما هو متعارف عليه عندنا الأخبار المحلية وهي التي تخص النطاق المحلي لمجتمعنا البحريني مثلا، والأخبار العالمية أو الخارجية وهي التي تخص العالم الخارجي من حولنا.
2. التقسيم الموضوعي للخبر: يقسم الخبر حسب الموضوع إلى أخبار سياسية وأخرى اقتصادية وفنية ورياضية وقد يدخل في التفاصيل فيقسم الأخبار السياسية إلى أخبار دولية وأخرى خارجية أي علاقات دولية وسياسة خارجية.
3. التقسيم الزمني للخبر: يقسم الخبر حسب الزمن إلى أخبار متوقعة وأخرى غير متوقعة، أي أخبار من الممكن حدوثها وأخرى لا يتوقع حدوثها.
4. الخبر الجاهز … والخبر المبدع: الخبر الجاهز هو الخبر الذي يحصل عليه الصحفي من خلال ما تنشره وكالات الأنباء مثلا أما الخبر المبدع فهو ذلك الخبر الذي يبذل الصحفي فيه جهدا لإخراجه بصورة جيدة.
5. الخبر الخفيف … والخبر الجاد: الأخبار الخفيفة هي التي تسلي القراء كأخبار الرياضة والطرائف والمغامرات، أما الأخبار الجادة فهي التي تدخل وتغير مجرى حياتهم إما نحو الأفضل أو نحو الأسوأ.
6. الخبر المجرد … والخبر المفسر: الخبر المجرد هو الخبر الذي يكتفي بتصوير الوقائع دون إعطاء تحليلات أو تفاصيل إضافية بل يكتفي بالحاصل فقط. أما الخبر المفسر فهو الذي يعطي التفصيلات والتحليلات.
7. الخبر الملون … والخبر الموضوعي: الخبر الملون هو ذلك الخبر الذي يتعرض لبعض التعديلات مثل حذف بعض الوقائع أو تغيير مجرى الأحداث، أما الخبر الموضوعي فهو الذي لا يتعرض لأي اعتداء من المسئولين أو المخبر الصحفي.
v مصادر الخبر الصحفي:
يقصد بمصارد الخبر الصحفي الأداة التي تحصل عليها الصحيفة أو المجلة على الخبر الصحفي. وهذا المصدر قد يكون شخصا مثل كبار الشخصيات الرسمية والشعبية أو نجوم الحياة الاجتماعية أو كبار الشخصيات الاجتماعية التي تزور البلاد وغير ذلك من المصادر الحية. وقد يكون هذا المصدر جهة مثل وكالات الأنباء والإذاعات المحلية والأجنبية والصحف المحلية والأجنبية. فلكل صحيفة مصدران للخبر هما:
1. المصادر الذاتية: وهي تلك المصادر التي تعتمد فيها الجريدة على هيئة تحريرها في الحصول على الأخبار مثل المندوب الصحفي والمراسل الخارجي.
2. المصادر الخارجية: ويقصد بها تلك المصادر التي تعتمد عليها الصحيفة من غير هيئة تحريرها مثل وكالات الأنباء والاتفاقيات الخاصة والإذاعات المحلية والأجنبية والصحف المحلية والأجنبية.
ويجب أن نعرف أن هناك فرق بين مصادر أخبار الصحيفة ومصادر أخبار المندوب، فإذا كان المندوب الصحفي هو أحد مصادر الأخبار للصحيفة فإننا يمكن أن نميز بين مصدرين للخبر هما:
أ- مصادر أخبار الصحيفة: وهي تسمى في بعض الحالات مسالك الأخبار وذلك للتفرقة بينها وبين مصادر أخبار المندوب الصحفي، وهذه المسالك تضم إلى جوار المندوب الصحفي كل من المراسل الخارجي ووكالات الأنباء والصحف والإذاعات والاتفاقات والإعلانات ورسائل القراء.
ب- مصادر أخبار المندوب الصحفي: وهي تضم كبار الشخصيات الرسمية والشعبية والمحلية والأجنبية ونجـوم الحيــاة الاجتماعية … بالإضافة إلى الوزارات والمؤسسات والهيئات العامة والخاصة والبيانات والنشرات والخطب والمؤتمرات الصحفية واللجان الرسمية والشعبية والمهرجانات السياسية للأحزاب والحفلات العامة والخاصة والمناسبات القومية والدينية.